404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • السبت، 18 أغسطس 2018

    ألْفُ كلمة - المجموعة الخامسة E : حبر من قلم

    ألْفُ كلمة - المجموعة الخامسة E : حبر من قلم

    ألْفُ كلمة - المجموعة الخامسة E : حبر من قلم


    المجموعة الخامسة E : حبر من قلم

    #ألْفُ_كلمة..
    قالَ أحدُ أساتذتي يوما _ وقد سألته طالبة حول نقطة في الدّرس لم تستوعبها_ قال لها: أجيبك عنها لاحقا.. اليوم تكلّمت ألف كلمة، وليس من عادتي أن أزيد فوقها في اليوم الواحد !
    أذكرُ كيف انفجرنا ضاحكين جميعنا؛ هل ثمّة إنسان على وجه الأرض يعدُّ كلماته ويسقّفها بعدد معيّن فلا يتجاوزه ؟
    والأهمّ؛ هل يستطيع ذلك !
    أتساءل الآن؛ ماذا لو كنّا ملزمين بنصيب يوميّ محدّد من الكلمات.. بعدد معيّن لا يُسمح لنا بتجاوزه مهما كانت الظّروف والأسباب ؟
    لا أدري ماذا كان سيحصل وقتها على وجه الدّقة؛ حتما ستحصل أشياء سيئة، إذ لا يخلو أمرٌ من جانب سوء، لكن أيضا كانت ستحصل أشياء كثيرة جيّدة، أهمّها أنّنا لن نقع في مغبّات فضول القول: لن نغتاب، لن نثرثر في الفراغ والتّفاهات، لن نعقد جلسات خاوية حول كلّ موضوع، لن تكون ثمة شجارات بهذا العمق والسوء والفُحش، والذين لا يمكنهم أن يلتزموا بهذه القواعد يموتون قهرا فيستريحون ويريحون.
    وقتها، كلٌّ سيجدّ في ادّخار كلماته لوقت الحاجة القصوى فيريح نفسه ومن حوله من قمامة لسانه.
    الحقيقة أنّ هذه الفكرة ليست خيالية بحتة؛ أقصد أنّنا لو تدبّرنا قليلا.. لو مددنا البصيرة نحو الدّار الآخرة، فاستقينت قلوبنا معنى قوله تعالى: ( وما يلفظُ من قولٍ إلاّ لديه رقيب عتيد) لو استيقنتها القلوب، لخشينا على أنفسنا أن نُحاسب على ملايير الكلمات التي نقولها كلّ يوم، ولألزمنا أنفسنا بحدّ معيّن لا نتجاوزه، أو على أهون تقدير؛ لنأينا بكلماتنا أن نخوض بها في كلّ موضوع مهما سَفُل ووضُع.
    لو استقينت قلوبنا تلك الحقيقة، لزادَ رصيدنا من الحكمة والتدبّر .. ولتضاءل نصيبنا من الكلمات

    من مسابقة النادي صيف 2018

    هذه المدونة تابعة لنادي القراء بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بو مدين حيث يعرض فيه الأعمال والروايات والخواطر والمقالات من إنشاء أعضاء من النادي .. نرجو أن تقضو معنا وقتا ممتعا

    الكاتب : أسامة

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة ل نادي القراء
    تصميم : USSDZ