أنا من أولئك الذين لا يترددون في شراء الكتاب إذا كان غلافه يحمل اسم الرائع أدهم الشرقاوي، فما بالكم إذا كان بطل كتابنا هو أمير المؤمنين!
–في البدايه قديما كنت أعتقد أن أدهم الشرقاوي من أولئك الذين يكتبون لأنهم يحبون اللغة، بعدما أنهيت هذا الكتاب اكتشفت أن اللغة هي التي تحب الرجل ومعجبه بكتاباته أيما إعجاب حتي لكأنها ترقص طربا بين كراسه وقلمه.
الكتاب يتحدث عن أمير المؤمنين بطريقه جديده ومبتكره، حيث أنه عباره عن لقاء خيالي بين أمير المؤمنين وكاتبنا، في هذا الحوار المطول ينتهز الكاتب الفرصه ويسأل أمير المؤمنين عن كل كبيرة وصغيرة وعن كل شبهة أو فتنه تعرض لها الفاروق في حياته.
–هل تخيلت أن تسمع قصة إسلام الفاروق بلسان الفاروق نفسه ؟
–هل تخيلت أيضا أن يحكي لك الفاروق بنفسه عن حادثة ذهابه لقتل رسول الله ؟!
–هل خطر ببالك أن يأخذك أمير المؤمنين تحت كتفه ليحكي لك فلسفته في الحكم والسياسه والإماره.؟
–ما رأيك لو حكي لك الفاروق قصة استشهاد الفاروق؟
–لا أدري من أين أتى الشرقاوي بكل هذه الروعه، ولا كيف صاغها بين دفتي كتاب؟!
–قرأت سيره الفاروق مرارا، ثم في كل مره كنت أتخطى الكثير والكثير من الصفحات، التي تحمل أحداثا سياسيه بحته لعدم فهمي فلسفه الكاتب في ذكر هذه الحوادث، فما بالك بفلسفة الفاروق نفسه؟
–هذا الكتاب صاغه كاتبه بأسلوب رائق رائع، مشوق وميسر على كل من له في القراءة باع، أو من لا باع له.
الكاتب ينتقل بك بخفه وسهوله ليقطف لك ورده من كل بستان من بساتين الفاروق، حتى لكأنك غارق مع سيرة الفاروق حد الثماله.
–الكتاب ليس مجرد كتاب سيره فقط، وإنما جمع بين السيره، والتربيه، وإيضاح الشبهات المعلبه التي تم إلصاقها بالفاروق زورا وبهتانا، ظلما وعدوانا.
–خلال رحلتي مع الكتاب، كنت أشعر أني لا أقرأ كتابا.. بل كنت أتخيل أني أشاهد برنامجا حواريا لعظيم من عظماء هذه الأمه الحقيقين.
–مأخذى الوحيد علي الروايه، هو تصنيف الكاتب لهذا الكتاب كروايه!
–علي كل، لن تغفر كتب التاريخ للشرقاوي تصنيفا كهذا.
"أتعبت من بعدك ياعمر" قالها علي بن أبي طالب مسبقا، فكيف بنا ونحن نحاول أن نقيم كتابا يدور حول هذا الصرح العملاق؟!
_وأخيراً، كنت أفتقد كتابا يتحدث عن عمر بقدر ما تفتقر الرعيه الآن لرجل كعمر.
وفى النهاية....
"مضى كما أتى فارع الطول كأن بينه وبين النخيل قرابه، صلب كأنه قد من خاصرة جبل، في يده اليسرى عصا تشعرك وهو يغرسها في التراب أنه لا يحتاجها للإتكاء وإنما ليثبت الأرض في مدارها"
سارة_العقاري
11/4/2018
11/4/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق