الحيآة في طفولتي كانت نآقصةً جدّاً بشكلٍ لآ يطآق .. لكنّه مريح ..
أتذكّر أن المدرسة كآنت بعيدة عن منزلي مآ يكلّفنا السآعة إلا ربع لنصل لآهثين وقلوبنا تخفق لتوبيخ المدرّس ، لم أحصي عدد المرّات التي نجونا فيها بنجاح مع هذا فلم نكن لنفكّر بالشكوى لذوينا أبداً .. أيّام الشتاء نضع محآفظنا معلّقةً إلى أمامنا كالحوآمل بها ، نخآف على كتبنا وكراريسنا من البلل ، لم يفكّر أحدنا في المطالبة بمطآرية كحقّه الإنساني! .. تتسخ أحذيتنا وتغرق في الوحل إلى الخفين ، لم تكن الطريق معبّدةً لذا فكنّا نغتسل في إحدى البرك التي وُجدت بفعل السيول أمام باب المدرسة ، يداي تحديداً كآنتا تعجّان بالثؤلول كأنف عجوز شريرة شآهدتها في إحدى الرسوم ، أمّا شعري فلم يكن أبي ليرضى أن يحلقه لي أو لنقل يقلّمه على الأقل ما جعله مرّاتٍ عدّة موطناً ملآئماً لمزارع القمل .. أما خلال فصل الرّبيع فكآنت الطريق إلى المدرسة أكثر سلآسة ، نمرّ بآبار السقي المتدفقة على مدار الحول، نسقي بطوننا ونبلل انفسنا ، صنعنا ذات مرّةٍ أرجوحة دولآبٍ متينةٍ على شجرة تينٍ أمتن .. نقطف البرتقآل المتبقي من أحد الحقول ، أحدنا يثني السيآج إلى الأسفل و الآخر يقف كسلّمٍ لي فأقفز انا لأجد نفسي دآخل الحقل ، أنزع مئزري ، أملئه بطري الحبّآت و أرميه على الضفة الأخرى.. أرميه لأصدقآئي ، خلال الخمس سنواتٍ .. اُلتقطت لمرّةٍ وآحدة من قِبل الحآرس لكنه لم يمسك بي ، ورقصت ورآء السيآج مكراً واِحتفالاً بالغلّة .. عندما عدنا إلى المنزل السآدسة مساءاً أخبرتني أمي أن رجلاً أربعينياً اِسمه منصور شكى لأبي سطوي غير المسلح على حقله .. ماجعلني أقضي الليلة متدثّراً محموماً أئنّ متقناً دوري على أكمل وجه .. في الصيف كانت وجهتنا الوحيدة هي بيت جدتي الذي سئمنا منه العطلة تلوى الأخرى ، وعدا الأيام التي أقضيها هناك .. كنت اذهب إلى المسجد صبيّاً عاقلاً أتلقّى جزء عمّ من كبار شيوخ القرية ، وأعود بعد الظهر أفحم من حطب السنديان .. أمر بالبرك وأسبح فيها ، أصطاد الضفآدع أحياناً .. ومرّاتٍ كثيرة ، أزعج الجيرآن بما اعتصره ذهني من مصآئب .. لم أفكر وانا صغيرٌ ، أن أطلب من والدي أن يذهب بي الى مدينة الملاهي مثلاً !.. أو أقرأ قصة ما ! او أنخرط في رياضةٍ مفيدة عدا كرة الشوارع لا كرة القدم .. لم أضع في مخيلتي أبداً أن هنالك أطفالاً في هذا العآلم يعيشون حياةً كأفلآم الكرتون التي أنتظرها كلّ ثلآثآء على تلفازٍ أجش ..عندما دخلت الجآمعة اكتشفت أشخاصاً حقيقيين عآشو تلك الحياة ، سمعت زميلاً لي يذكر في سيآق كلامه أنّه تربّى في الروضة !.. اِستنتجت بعدها بفترة أنه يخآف الضفآدع إذاً !.. ماالذي سيقول عنّي إن أخبرته أننا ذبحنا حماماً في سن العاشرة شويناه وأكلنا لحمه !.. ؟
خلآل عملي اليوم الذي يقتضي هنداما لآئقاً ، وجدتني أزور موقع الأشغال لآ إرادياً ، يهمّ العم منصور بمسح يده على ملابسه سريعاً ليصآفح يدي .. فأبتسم ، ارمي بحذآئي الكلآسيكي بعيداً ، اُرخي ربطة عنقي الخآنقة ،اطوي أكمام قميصي الأبيض إلى الكوعين .. وأباشر في القآء التعليمات بأريحية تآمّة ، والتدخل إن اقتضى الأمر ..
-لآزلت على شقآوتك يآبني !
أجيبه ضاحكاً ..
-وماذا تنتظر ؟ خلف الرّجال دآئماً طفولةٌ قآسية !..
#بآحثة_عن_ضآلتي
تبادل اعلانى مجاني 100% لأصحاب ومديري ومطوري المواقع
ردحذفhttps://jaabal.com/